الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

إنها صحراء الحجاز في عام 61 للهجرة

إنها صحراء الحجاز في عام 61 للهجرة
أمعن النظر، سترى تلال الرمال تعصف بها الريح، دقق النظر في عمق الأجواء الرملية والصحراء القاحلة، سترى شبح قافلة  تسير، اقترب أكثر، أنهم أطفال ونساء ورجال، يطبق عليهم صمت غريب، ما خلى صوت النياق واجراسها، أجسادهم مرهقة، ولكنهم يحثون الخطى في ثبات مهيب، وأرواحهم  تحلق شوقا بين السماء والأرض .


حاول الإنصات مرة أخرى لتخترق صوت الريح المحملة بالرمال و تضرب في القافلة، بل تضرب في كل اتجاه ، وتهز سكون المكان، انصت جيدا، ذلك  الصوت الآتي من القافلة، أشبه مايكون بدوي النحل، إنه صوت الأطفال والنساء والرجال، يتمتمون بذكر الله (ألا بذكر الله تطمأن القلوب ) وتسبح الله، إنه ذلك الإتصال واليقين الذي لاينقطع بالله، إنه ذلك الخشوع والتسليم بما هو آت، إنها القناعة بالسير في ذلك الطريق، وياله من طريق طويل، شاق، ومتعب، تسير فيه  وحيدا ضد كل الظروف القاسية.
- ياترى ماهو سر تلك القافلة؟!
- وما هو سر الطمأنينة والتسليم؟! رغم المصير المفجع الذي ينتظرهم !!!
- ماهو سر هذا الثبات؟!
- كيف استطاعت صرخة الحسين أن تخترق صمت  الصحراء المطبق وتدوي كلماته ومبادئه عبر العصور؟!.
كثير منا يعرف  الإمام  الحسين (ع) أو يحاول  التعرف عليه من خلال تلك المعركة التي إستمرت نصف نهار في تلك الصحراء، محاولا إختزال الإمام الحسين (ع) في تلك السويعات.
إلى كل من أراد أن يعرف  الحسين
إلى كل من أراد أن يمضي على نهج الحسين
إلى كل من أراد أن يركب سفينة الحسين
أدعوه إلى السير مع قافلة الحسين (ع) والقبض من أثرها.
تلك القافلة التي يخطأ الكثيرون بأنها بدأت في حج ذلك العام، واهم من أراد فهم الحسين (ع) فيبدأ خطواته من هناك.
قافلة الحسين هي ضاربة بجذورها في عمق التاريخ بل في عمق الخليقة، هي كلمة الله و إرادته (إني جاعل في الأرض خليفة ) إنها سر الوجود وسر المصير، سر العذاب وسر النعيم.
إنها رحلة الخلق والكون، وقوافل الرسل التي سارت كلها خلف تلك  القافلة، لتقفل القافلة، وتعود إلى البدء ، فمنهم البداية وإليهم النهاية، وفي البدء كانت الكلمة، كلمة الله فيهم وبهم.
إنها حركة القافلة، تتحرك  لتحرك الكون من حولها، تصنع المعجزة، تصنع الإنسان، الذي يرقى فوق مصاف الملائكة إذا ارتقى.
وواهم مرة  أخرى من يتصور  أن تلك القافلة قد توقفت في كربلاء، أو في قصر الطاغية يزيد، بل لازالت تسير وتتحرك وتحرك الكون من حولها .
للوقوف على بعض ما قد ندركه من كل هذه التساؤلات سنحاول المسير مع قافلة الحسين (ع)  في عشرة محرم ومال لايدرك كله لا يترك جله ولايخلي مسؤليتنا من قراءة الحسين و الوقوف على رسالة السماء وأسرارها عبر رسولنا الأكرم (ص) وما هو دورنا وغايتنا في هذا الوجود.
بقلم ياسر ميرزا المعلم
#مقالات #الماحوز
#مأتم_الماحوز_الكبير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق